احيانا نشعر بعدم الرضا عن النفس, و هذا شعور لا بأس به ان كان مؤقتا, خاصة اذا اتخذناه دافعا لنتقدم خطوة نحو الامام بإتجاه تحقيق اهدافنا, لكن هذا الشعور قد يتفاقم اكثر من اللازم لدى البعض, فيستمرون في هذا الشعور بعدم الرضا عن النفس بطريقة تجعلهم حبيسي هذا الشعور الوهمي, فتقلل ثقتهم بأنفسهم و تدخلهم في دوامات الفشل.
هذا الواقع المحزن يعيش فيه الكثير من الناس لسبب او لآخر, فالبعض غير راض عن شكله, و البعض الآخر غير راض عن انجازاته, و البعض يشعر انه كان يفترض به ان يحقق نجاحا اكبر, فيحكم على نفسه انه فاشل, و هذا محض حكم وهمي اطلقه هو على نفسه, و حبس نفسه في هذا السجن الوهمي, و يزداد هذا الشعور لدى الاشخاص الذين يستمرون في تقييم انفسهم و مقارنتها بمرجعيات ذات مواصفات مرتفعة, فكما قال المتنبي:
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ · وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
و هذا حال العديد من الناس المميزين حقا و مع ذلك هم حبيسي الشعور بعدم الرضا بسبب قناعات وهمية بأنه يجب ان يكون افضل, و هنا يظهر الحل, فإن كنت تعاني من هذا الشعور فعليك ان تعرف ان لا احد مثالي في هذه الدنيا سوى الله عز و جل, اما البشر فمن الطبيعي ان يعانوا من بعض النقوصات في احياتهم و انجازاتهم, و ان هذا النقص لا يفترض ابدا ان يكون مبرر للإحباط, فأنت حتما مميز بطريقتك, ولا شئ ابدا يستحق ان يسلبك السعادة مهما حصل, و لربما تدور الايام و تكتشف انك كنت على خير ما يرام, و ان تقييماتك كانت وهمية ولا مكان لها على ارض الواقع, عندها ستندم على الاوقات التي ضاعت من حياتك بينما انت حبيس الاحباط و الحزن!
خذ وقفة مع نفسك الآن على الفور, و اخبر نفسك انك لن تسمح لأي شئ اي يسلب منك سعادتك, فنحن لسنا مثاليين و الحياة ليست مثالية و هذا هو الواقع المقبول, اسمح لنفسك ان تشعر بالرضا و السعادة فورا مهما كانت الظروف, فهذا اهم من اي انجاز في حياتنا, و لنستمد شعورنا بالرضا من ايماننا بالله العزيز الكريم, الذي جعل لكل شئ حكمة, فإرضا عن نفسك و عن حياتك دون شروط, و تقبل الحوادث و الظروف الغير سارة دون حزن, فهي جزء طبيعي و متوقع في حياتنا الدنيا, و حزنك لن يغير منها اي شئ, فلا داعي لأي شعور بالحزن او عدم الرضا.
مع بالغ امنياتي بالتوفيق للجميع
خبيرة التغذية العلاجية
منال ابوخلف